أوليفر كرومويل Oliver Cromwell
* أوليفر
كرومويل هو القائد العسكري اللامع الذي قاد جيوش البرلمان إلى النصر في
الحرب الأهلية الانكليزية وهو المسئول الأول عن تأسيس الحكومة البرلمانية
الديمقراطية كشكل من أشكال الحكومة الانكليزية.
- ولد كرومويل عام 1599 في هانتنجدون في إنجلترا وعندما كان شاباً كانت إنجلترا
تمزقها الانقسامات الدينية ويحكمها ملك كان يؤمن ويتمنى أن يمارس حكم
الملكية المطلقة وكان كرومويل مزارعاً ورجلاً ريفياً ولكنه كان في عقيدته
بيوريتانياً مخلصاً ( البيوريتان: هم المتطهرون وهم فرقة دينية بروتستانتية
متطرفة ).
- وفي
عام 1628 انتخب عضواً في البرلمان ولكنه خدم في البرلمان لوقت قصير لأنه
في السنة التالية قرر الملك شارل الأول أن يحل البرلمان ويحكم البلاد لوحده
ولم يدع برلماناً جديداً إلا بعد أن احتاج للمال في حروبه مع الاسكتلنديين
وكان أوليفر كرومويل عضواً في البرلمان الجديد ولكن هذا البرلمان طالب
بتأكيدات من الملك ضد استئناف الحكم الاستبدادي ولكن الملك بدا غير مستعد
للخضوع للبرلمان وهكذا نشبت الحرب في عام 1642 بين الجيوش الموالية للملك
وتلك الموالية للبرلمان.
- اختار
كرومويل الوقوف إلى جانب البرلمان وعندما عاد إلى هانتنجدون ( مسقط رأسه )
أخذ يجمع فرقاً من الفرسان للقتال ضد الملك وفي أثناء القتال الذي دام
أربع سنوات ظهرت مقدرة كرومويل العسكرية فاعترف البرلمان بكرومويل بعد أن
انتصر على الملك في معركتي مارستون مور 1644 وناسبي عام 1645 وفي المعركة
الأخيرة هزم الملك وأخذ أسيراً وأصبح كرومويل أقوى قائد ذي نفوذ في
إنكلترا.
- ولكن
هذه المعارك لم تقرر السلم نهائياً وذلك لأن جماعة البرلمان كانوا منقسمين
إلى فئات تختلف في أهدافها وبسبب هذه الاختلافات صار الملك يراوغ في عمل
تسوية ولذلك فقد نشبت حرب أهلية أخرى خلال سنة عجلّ بها فرار الملك من أسره
ومحاولته لم شعث جيوشه واستئناف القتال ولكن عاد كرومويل بصموده والتغلب
على هذه العقبة بهزيمة الملك ثانية واعتقاله ومحاكمته ثم تنفيذ حكم الإعدام
به في كانون الثاني عام 1649.
- أصبحت
انكلترا جمهورية تدعى جمهورية ( الصالح العام ) يحكمها مؤقتاً مجلس دولة
يرأسه كرومويل ولكن عاد الملكيون وبسطوا نفوذهم على ايرلندا واسكتلندا
داعمين بذلك ابن الملك شارل الأول المقتول الذي أصبح فيما بعد شارل الثاني
وكانت النتيجة في تحرك كرومويل في حملة ناجحة ضد اسكتلندا وايرلندا وأخيراً
انتهت الحرب الأهلية في عام 1652 بالهزيمة الساحقة للملكيين.
- ولما
انتهى القتال حان الوقت لتنظيم حكومة جديدة ولكن ظهرت مشكلة الشكل
الدستوري لهذه الحكومة ولم تحل هذه المشكلة أثناء حياة كرومويل فهذا القائد
البيوريتاني مع ما أوتي من قوة ونفوذ عسكري لم يستطع أن يحل النزاع القائم
بين مؤيديه فلم يستطع أن يقنعهم بالموافقة على عمل دستور جديد وذلك لأن
هذا النزاع كان جزءاً من الصراع الذي قسم البروتستانت فرقاً يختلف بعضها عن
بعض كما يختلف عن الكنيسة الكاثوليكية حلّ كرومويل البرلمان ثلاث مرات
أثناء حياته وحكم انكلترا باسم ( السيد الحامي ) عام 1653 - 1658 وكانت
حكومته جيدة وإدارته منظمة وقد عدّل وحسّن كثيراً من القوانين الظالمة كما
أنه اهتم بالتعليم اهتماماً عظيماً.
- إن
أهمية كرومويل تنحصر في أنه أيد الديمقراطية في زمن كان الحكم المطلق هو
السائد في أوربا فقد رفض التاج الذي قدم له وكانت هذه الديمقراطية عاملاً
أساسياً في نشوء حركة التنوير الفلسفية في القرن الثامن عشر ومن ثم الثورة
الفرنسية وبعدها إنشاء الدول الديمقراطية في أوربا الغربية وإن من الواضح
أيضا أن انتصار قوى الديمقراطية في انكلترا لعب دوراً حيوياً في إنشاء
الديمقراطية في الولايات المتحدة والمستعمرات البريطانية الأخرى.
تعليقات
إرسال تعليق