ما لا تعرفه عن أينشتاين !
يعد ألبرت أينشتاين واحداً من أعظم العلماء في التاريخ، فهو مكتشف النظرية
العامة للنسبية، فضلا عن دوره في تطوير نظرية الكم، والذي ما زال موضع
إعجاب وتقدير علماء الطبيعة، ذلك دون أن ننسى بالطبع صيغته الشهيرة E=mc2 ، والتي تعتبر أشهر معادلة في التاريخ.
يحتفل
العالم في الرابع عشر من شهر مارس من كل عام بالذكرى السنوية لميلاد ألبرت
أينشتاين، وذلك عرفاناً بمساهماته العظيمة في مجال العلوم. ولكن لم تزل
هناك الكثير من الأمور التي نجهلها عن هذا العبقري ذي الشعر المبعثر.
تالياً قائمة تضم عشر معلومات مثيرة عن ألبرت أينشتاين.
10- كان يعشق الإبحار
شأنه شأن الكثير من علماء الفيزياء الذين يكنون عشقا كبيراً للطبيعة، كان
ألبرت إينشتاين مولعا بالإبحار زمن أن كان طالباً في الجامعة، وكثيراً ما
كان يقضي وقته في قلب الماء مستغرقاً في التأمل والتفكير وتدوين ملاحظاته
في مفكرته الخاصة، ثم يخلد إلى الراحة في ما تبقى من اليوم. ولقد ظل وفياً
لهوايته هذه حتى بعد تخرجه من الجامعة، برغم أنه لم يكن يجيد السباحة.
9- مارس العزف على الكمان
ولد ألبرت أينشتاين في بيت كانت الموسيقى تشكل فيه ركناً أساسياً، حيث
كانت والدته، باولين، تمارس العزف على البيانو، وهو ما دعاها إلى أن تغرس
في ولدها حب الموسيقى، ولكنها وبدلا من أن تعلمه العزف على البيانو، فضلت
أن تعلمه العزف على الكمان وهو بعد في السادسة من عمره، الأمر الذي لم يرق
له في ذلك الوقت، وظل الفتور يسود علاقته بالموسيقى، ولم يتمكن منه عشق
الكمان إلا بعد أن سمع ببراعة موزارت، ومنذ ذلك الحين، لم يفارق الكمانَ
أبداً، وظل يمارس العزف عليه كلما شعر بالضيق والإجهاد من التفكير
والمذاكرة، بل وكثيراً ما كان يمارس هوايته هذه في المناسبات الاجتماعية،
وأمام أصدقائه عندما يأتون لزيارته في الإجازات.
8- ولد سمينا وبرأس ضخم!
ربما
دار في خلدك أن ألبرت أينشتاين، بكل ذكائه وعبقريته، لم يكن مولوداً
طبيعياً، وذلك ما قد يفسر السر وراء عبقريته الغامضة. وفي واقع الأمر، كان
أينشتاين لدى ولادته بدينا وضخم الرأس، ما دفع والدته إلى الاعتقاد بأن
ابنها يعاني من عيوب خلقية نظراً لتكوينه البدني الشاذ، وكذلك كان الحال مع
جدته، إلا أن الطبيب المشرف على حالته كان يؤكد أن تكوين ألبرت البدني
عادي وليس فيه ما يدعو إلى القلق، وهذا ما ثبتت صحته فيما بعد.
7- كان يعاني من صعوبات في النطق والتخاطب
فضلا عن أنه قد ولد بدينا، لاحظ والدا ألبرت لاحقاً أن ابنهما بطيء الحركة
بشكل ملحوظ، ليس هذا فحسب، بل كان يعاني أيضا من مشاكل في السمع. لم يكن
أينشتاين في طفولته كثير الكلام، الأمر الذي أثار القلق لدى والديه خشية أن
يكون ابنهما مصابا بحالة من حالات التخلف العقلي، حيث كان ينسق الجمل في
ذهنه، ويتمتم بها همساً، ثم ينطق بما يريد بعد أن ينتهي من ترتيبه على
الوجه المطلوب.
ولقد
لازمه هذا السلوك طوال فترة طفولته المبكرة، وتحديدا، حتى سن التاسعة، إلى
أن كسر حاجز الصمت ذات ليلة بينما كان يتناول عشاءه، حيث اشتكى من سخونة
الحساء، الأمر الذي أثار فضول والديه من كونها المرة الأولى التي يتحدث
فيها بصوت عال، فما كان من ألبرت إلا أن علل موقفه هذا بقوله: "حتى هذه
اللحظة، كان كل شيء يسير على ما يرام" !!
6- البوصلة... مصدر الإلهام !
عندما كان في الخامسة من عمره، تعرض ألبرت أينشتاين لوعكة صحية ألزمته
الفراش، فجاءه والده ذات يوم ليريه شيئاً، وسرعان ما ولّد هذا الشيء في
نفسه الشغف بمعرفة الأشياء وإدراك الحقائق الكامنة وراء كل ما يحدث على أرض
الواقع. كان هذا الشيء هو بوصلة جيب، أثارت هذه البوصلة فضول ألبرت، وحاول
أن يعرف آلية عملها والسر وراء لزوم الإبرة ذات الاتجاه أينما وضعها، إذ
كان يظن في قرارة نفسه أن هناك قوة ما تعمل على توجيه الإبرة. ولقد كان
لهذا الحدث أكبر الأثر في دفع ألبرت نحو السعي وراء اكتشاف قوانين الطبيعة،
ولقد تطرق إلى هذه الحادثة في كثير من أعماله.
5- قام بتصميم براد
جميعنا يعلم أن أينشتاين كان رياضيا وفيزيائيا عظيما، ولكن من منا يعلم أنه قد سبق وأن قام باختراع جهاز كهربائي؟!
سمع
أينشتاين بخبر وفاة أفراد عائلة جراء تسممهم بغاز ديوكسايد الكبريت
المنبعث من ثلاجة منزلهم، ومن المعروف أن استنشاق غاز ديوكسايد الكبريت
لفترات طويلة يؤدي إلى الوفاة. الأمر الذي دعا أينشتاين إلى التفكير في
اختراع ثلاجة تعمل بغاز الكحول، حزنا منه على العائلة التي راحت ضحية
اختراع تفتق عنه العلم الحديث، وحرصا منه على صحة وسلامة الكثيرين ممن
كانوا يعتمدون في ذلك الوقت على هذا النوع من الثلاجات في تخزين الطعام.
كان بمقدورنا أن نعتبر اختراعه هذا اختراعا ناجحا، بالنظر إلى تاريخ ظهوره
سنة 1926، لولا أن اكتشاف غاز الفريون قد جعل من ثلاجة أنشتاين اختراعا
عديم النفع.
4- فشل في اجتياز امتحان الالتحاق بالجامعة
في
عام 1895، تقدم أينشتاين بطلب الالتحاق بالمدرسة السويسرية الاتحادية
للعلوم التطبيقية، وكان حينئذ في السابعة عشر من عمره ويأمل في الانضمام
إلى هذه المدرسة في سن مبكرة، إلا أنه فشل في اجتياز امتحان القبول، بعد أن
أخفق في امتحانات الجغرافيا والتاريخ واللغات ومواد أخرى، برغم أنه قد نجح
في اجتياز المواد الرئيسية مثل الرياضيات والعلوم. لم يثنه هذا الفشل عن
المواصلة في طريقه، فالتحق بمدرسة التجارة، حيث انكب على دراسة المواد التي
سبق وأن أخفق فيها، وبعد أن أمضى عاما في دراسته، جلس للامتحان ثانية
واجتازه بنجاح.
توفي شايم وايزمان، أول رئيس لإسرائيل، سنة 1952، وكان فيما مضى عالماً
وأستاذا جامعياً تولى تدريس الكيمياء في جامعتي جنيف ومانشستر، الأمر الذي
مكنه بعد توليه رئاسة إسرائيل من تكوين علاقات واسعة مع عدد كبير من
العلماء، من بينهم ألبرت أينشتاين، حيث سبق للرجلين أن ساهما معا في تأسيس
الجامعة العبرية في إسرائيل سنة 1921، ومعهد إسرائيل للتكنولوجيا، والمعروف
باسم Tecnicon.
عرض على إينشتاين تولي رئاسة إسرائيل بعد وفاة وايزمان، إلا أنه رفض العرض
بدعوى كبر سنه، برغم أنه لم يكن قد تجاوز وقتها الثالثة والخمسين من عمره،
علاوة على قلة خبرته بالعمل السياسي والتواصل البناء مع الآخرين، وذلك
بحسب ما جاء في الرسالة الرسمية التي كتبها لتوضيح الدواعي الكامنة وراء
رفضه لهذا العرض.
من الواضح أن ألبرت أينشتاين لم يكن يعير مظهره الشخصي كثير اهتمام،
والدليل على ذلك هو شعره الأشعث، والذي ظل يهمله حتى آخر يوم في حياته.
ولعلك لا تعرف أيضاً أنه لم يسبق قط لإينشتاين أن ارتدى الجوارب، حتى وإن
اضطر إلى لبس بدلة رسمية لمناسبة هامة كزيارة البيت الأبيض، فلقد ظل غير
مقتنع بجدوى ارتداء خفين في وقت واحد، ولم يجد ما يدعوه إلى انتعال الجورب
والحذاء معا، ما دام أحدهما يكفي لستر القدم.
1- تعرض دماغه للسرقة
بعد وفاة ألبيرت أينشتاين سنة 1955، ومن قبل حتى أن يحرق جثمانه ويذر
الرماد في الأنحاء، قام عالم أمراض يعمل بمستشفى برينستون ويدعى توماس
هارفي بالاستيلاء على دماغه دون الرجوع إلى أفراد أسرته وأهله المقربين،
وذلك بدعوى خدمة العلم وإماطة اللثام عن عبقرية أينشتاين الفريدة. أجرى
هارفي حواراً مطولا مع نجل البرت، والذي يدعى هانز، أملاً في الوصول إلى
حقيقة الدماغ الذي صاغ نظرية النسبية، كما قام بتقطيع دماغ العالم الشهير
إلى 200 جزء وفرقها بين الباحثين على اختلاف مجالاتهم ليقوموا بدراستها،
بعد أن وضعها في مرطبانين من الحجر. ولم تنته هذه الرحلة إلا سنة 1998،
عندما قام هارفي بتسليم القطع المتبقية من دماغ أينشتاين إلى عالم آخر يعمل
في نفس المستشفى.
تعليقات
إرسال تعليق