وليم هارفي مكتشف الدورة الدموية وعمل القلب
* ولد
الطبيب الانكليزي الشهير الذي اكتشف الدورة الدموية وعمل القلب عام 1578
في مدينة فولكستن في انكلترا وقد نشر كتابه الأشهر وهو (مقالة تشريحية عن
حركة القلب والدم في الحيوانات) عام 1628 وقد دعي هذا الكتاب من أعظم الكتب
في تاريخ علم الفيزيولوجيا وهو في الحقيقة نقطة الانطلاق لعلم
الفيزيولوجيا الحديثة وإن أهمية هذا الكتاب ليست في تطبيقاته المباشرة فحسب
بل في الفهم الشامل الذي يقدمه لكيفية عمل جسم الإنسان.
- وبالنسبة
لنا (نحن في هذه الأيام وقد عرفنا أن الدم يدور أصبحت هذه الحقيقة بديهية)
تبدو نظرية هارفي واضحة كلياً ولكن ما يبدو الآن واضحاً لم يكن كذلك أبداً
بالنسبة للبيولوجيين القدماء فقد قدم بعض هؤلاء وجهات نظر مغلوطة كالآتية:
أ - يتحول الطعام إلى دم في القلب.
ب - القلب يجعل الدم حاراً.
جـ - الشرايين مملوءة بالهواء.
د - القلب يصنع ( المادة اللطيفة الحيوية ).
هـ - الدم في كلا الشرايين والأوردة يتعرض إلى المد والجزر فأحياناً يسير باتجاه القلب وأحياناً بعيداً عنه.
- وإن
جالينوس أعظم طبيباً في عصره لم يخطر بباله عملية دوران الدم ولا أرسطو
ذكر شيئاً عنها وحتى بعد نشر كتاب (هارفي) ظل كثير من الأطباء محجمين عن
التصديق بأن الدم يدور خلال الجسم خلال نظام مغلق من الأوعية الدموية وبقوة
ضخ ثابتة بتأثير القلب.
- وقد
قضى هارفي حوالي تسع سنوات في عمل التجارب قبل التوصل إلى نظرية الدوران
وهي التي تقول أن الشرايين تحمل الدم بعيداً عن القلب بينما الأوردة تعيد
الدم إلى القلب ولما كان ينقص هارفي وجود المجهر فلم يستطع أن يؤكد وجود
الأوعية الشعرية وهي الأوعية الدموية الدقيقة التي تنقل الدم من الشرايين
الصغيرة جداً إلى الأوردة ولكنه استنتج بنجاح وجود مثل هذه الأوعية الدقيقة
غير أن العالم الايطالي (مالفيغس) هو الذي اكتشف الأوعية الشعرية بعد وفاة
هارفي.
- وقد
صرح هارفي أيضاً أن عمل القلب هو ضخ الدم من الشرايين وقد قدم عدداً
كبيراً من الأمثلة التجريبية مع مناقشات دقيقة لتأييد وجهة نظره ومع أن
نظريته قد لاقت مقاومة في أول عهدها إلا أنه هارفي عاش ليرى أن نظريته قد
حازت على القبول التام من قبل العلماء المعاصرين.
- هذا
وقد ألف هارفي كتاباً عن (علم الأجنة) عام 1651 وهذا الكتاب يعتبر بداية
الدراسة الحديثة لعلم الأجنة وكان هارفي متأثراً بالمعلم الكبير أرسطو في
هذه الناحية فقد كان لا يصدق نظرية (التخلق) (وهي التي تقول إن جميع أعضاء
الجنين موجودة وجوداً مسبقاً في جرثومة الجنين) وقد ذكر هارفي أن البنيان
والتركيب النهائي للجنين يتطور بالتدريج.
- كانت حياة هارفي طويلة وممتعة و ناجحة.
- وكان
بين مرضاه ملكيان من ملوك انكلترا هما: جيمس الأول و شارل الأول فضلاً عن
الفيلسوف البارز فرانسيس بيكون وقد رفض هارفي مركز رئيس كلية الطب في لندن
وقد تزوج ولكنه لم ينجب أطفالاً وتوفي عام 1657 وهو في التاسعة والسبعين من
العمر.
تعليقات
إرسال تعليق