فضيحة جديدة: فيس بوك تتلاعب بمشاعر المُستخدِمين من أجل إجراء “دراسة”
إلى أي مدى تهتم شركة فيس بوك بمشاعركم؟
الإجابة سأتركها لكم، لأن أكبر شبكة اجتماعية في العالم قد خانت ثقة
الجميع، من خلال التلاعب سرّاً بمشاعر 700 ألف مُستخدم من أجل إجراء دراسة
“العدوى العاطفية” لديهم.
بدأت القصة في عام 2012، حيث قامت فيس بوك
لمدة أسبوع كامل، ودون إعطاء المستخدمين أي تحديث أو الحصول على موافقتهم،
تلاعبت الشركة بالخوارزميات المُستخدمة على شبكتها الاجتماعية لوضع
مُشاركات في صفحة آخر الأخبار؛ لمعرفة مدى تأثيرها على مزاج المستخدمين.
ووصل الأمر إلى فحص الشبكة الاجتماعية
لعدد الكلمات الإيجابية والسلبية في رسائل المستخدمين، وحاولت معرفة ما إذا
كانوا تأثروا بأي شكل من الأشكال من تلك المُشاركات والمنشورات الموضوعة
لهدف تلك الدراسة.
أجرت شركة فيس بوك هذه الدراسة باستخدام
باحثين من جامعة كورنيل وجامعة كاليفورنيا-سان فرانسيسكو. وبالرغم من الكشف
عنها بشكلٍ عام قبل بضعةِ أسابيع، إلا أنها أثارت الجدل نهاية الأسبوع
الماضي فقط.
وذكرت الدراسة أنه ” المشاعر والعواطف
يُمكنها أن تنتقل بين المُستخدمين، مما يؤدي إلى تجربة نفس المشاعر بين
الجميع دون أن يعوا ذلك، هذه هي العدوى العاطفية.”، ويترتب على هذا
القول إن نتيجة الدراسة تُشيرُ إلى أن المشاعر التي أعْرَبَ عنها البعض على
الفيس بوك تؤثِّر على عواطفنا، إلى أن يصل نفس هذا التأثير مثل العدوى إلى
جميع مُستخدمي الشبكة الاجتماعية دون أن يُدركوا ذلك.
بالتأكيد أن مثل هذه الدراسات ليست مألوفة
تمامًا لنا، لكن هذه المرة الأمور زادت عن الحد، فإن التلاعب بالبيانات
لمعرفة ما إذا كان هناك أي رد فعل، هو أمر يجعلنا نُعيد النظر أكثر من مرة –
أرجّح مليون مرة!- عندما يتعلق الأمر بشبكة اجتماعية يثق الناس في طرح
بياناتهم وأفكارهم بها.
ما هو تعليق فيس بوك على الأمر؟
كانت هناك بالطبع العديد والعديد من ردود
الفعل السيئة لدى المُستخدِمين خلال الساعات القليلة الماضية؛ نظرًا لحقيقة
عدم وجود أي مستخدم أعطى فيس بوك الحق والإذن للقيام بأي مُمَارسة من هذا
النوع، أو المُشاركة في دراسة من هذا القبيل. في حين قال الباحثون أن
الدراسة كانت باتفاق مع الفيس بوك بما يتناسب مع شروط الخصوصية وسياسة
الاستخدام، التي بالطبع وافق عليها جميع المستخدمين – 1.2 مليار مستخدم،
دون قراءة لتلك الشروط عند إنشاء حساب جديد على الشبكة الاجتماعية.
ودافعت فيس بوك عن نفسها أمام الجميع؛
مُعتبرة أن المقصد من هذا البحث هو تحسين الخدمة وتقديم محتوى من شأنه أن
يكون اجتماعي وفعَّال بصورةٍ أفضل. وعلَّقت الشركة بقولها “أُجْرِيَت
هذه الدراسة لمدة أسبوع فقط عام 2012، ولم ترتبط بأي من بيانات أشخاص
محددين من مُستخدمي الفيس بوك… ويتمثل جزء كبير من هذه الدراسة لفهم كيفية
استجابة المستخدمين لأنواعٍ مُختلفة من المحتوى، سواء كان إيجابيًا أو
سلبيًّا في مضمونه، وأخبار أصدقاءهم، وبيانات الصفحات التي يُتابعونها. ما
قمنا به من بحوث كان بعناية تامة، وهي عملية مراجعة داخلية قوية بالنسبة
لنا.”
هل هذه الثرثرة تمنح شركة فيس بوك الحق
بما قامت به؟ التلاعب بالمنشورات وإظهار أمور مزيفة ومختلفة عن الحقيقة
لمجرد معرفة ردود الأفعال ومدى انتشارها بشكل عام بين المُستخدمين أم لا؟!
ربما هناك احتمالات بأن الشركة لن تُعاني كثيرًا من هذا. وفي الوقت نفسه،
هَدَّدَ العديد من المستخدمين بترك الشبكة الاجتماعية في أعقاب هذه
الفضيحة، لكن كم سيكون عدد هؤلاء يا تُرَى؟ أتذكر أننا سمعنا نفس العبارات
الساخطة والتهديدات الصارخة عند فضيحة وكالة الأمن القومي وتسريب البيانات
على فيس بوك وغيرها مثل قوقل وياهو وأبل ومايكروسوفت وغيرهم الكثير. القليل
فقط من كان صادقًا في تهديده، والقليل فقط هم من غادروا الفيس بوك بلا
عودة.
تعليقات
إرسال تعليق