الأوبئة التي فتكت بالبشرية على مر التاريخ
يعمل الخبراء على
مدار الساعة لوقف انتشار وباء الإيبولا القاتل الذي ضرب أفريقيا ببناء
المراكز الطبية، وإجراء الفحوصات في المطارات، والعمل على اختبار اللقاحات.
ومع ذلك، فحصد الوباء أرواح أكثر من 3800 شخص. ولم يكن الإيبولا الوباء
الوحيد الذي ضرب العالم، فانتشرت أوبئة عديدة على مر التاريخ وقتلت
البشرية، بدءًا من 541 حين ضرب الطاعون قارة أوروبا. فقد انتشر مرض الطاعون
في 541-542م، وقد وصل إلى أوروبا، وشمال أفريقيا، وروسيا، وكان يتسبب
بمقتل 5000 شخص يوميًا.
وقد
تسببت "البكتيريا اليرسينية" بمرض الطاعون في الإمبراطورية الرومانية
الشرقية والتي تنتقل عبر لدغة من برغوت الفئران المصابة. فعانى المصابون من
الحرارة، والصداع، والإعياء، وموت أنسجة الجسم، وتورم في الغدد الليمفية
خاصة في منطقة الإبط، والفخذ. وقد اجتاح الموت الأسود أو الطاعون الأسود
أوروبا، والشرق الأوسط، وشمال آسيا، وروسيا في الفترة ما بين 1346-1350،
وقتل حوالي ثلثي المصابين في أربعة أيام. ولا أحد يعلم ما الذي سبَّب
انتشار الطاعون، فلجأ الناس في تلك الفترة إلى العلاج عند الدجالين لحماية
أنفسهم من الوباء القاتل.
أما
الوباء الثاني الذي شهده التاريخ فهو الكوليرا والذي اجتاح النصف الشمالي
للكرة الأرضية في الفترة الواقعة ما بين 1829-1851، وقد انتشر على طول نهر
الغانغ في الهند. وقد انتشر المرض عبر الطرق التجارية إلى آسيا، وأوروبا،
وأمريكا الشمالية من عام 1829 واستمر حتى 20 عامًا. وكانت أعراض المرض
التقيؤ، والجفاف، والإسهال، وقد قتل أكثر من 100,000 شخص. وقد تزامنت
الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 مع نهاية الحرب العالمية الأولى وقد اجتاحت
العالم. وكانت واحدة من أسوأ أوبئة الإنفلونزا في التاريخ، والتي قتلت 75
مليون شخص حول العالم على أقل تقدير بين 1918-1923.
وفي
عام 2002، انتشر ما يُعرف بـ "فيروس سارس" أو "التهاب رئوي لا نمطي حاد".
وقد بدأ في الصين، ثم انتشر على مدار 12 شهرًا في آسيا، متسببًا بوفاة 775
شخص. أما الإيبولا فقد كان قاتلًا بشكل حاد؛ فشهد العام 2014 أسوأ انتشار
لفيروس الإيبولا متسببًا بالوفاة بنسبة 50%. وتوجد مجموعة أخرى من الأوبئة
التي فتكت بالبشرية، منها: الجدري وهو القاتل الأعظم، فهو المسئول عن مقتل
500 مليون شخص. ويعتقد الخبراء بأن 90% من سكان العالم الحديث قُتلوا بهذا
المرض.
ويُعتقد
أن الجدري انتشر بين البشرية عام 10,000ق.م، والدليل على ذلك الطفح البثري
الذي يظهر على الجسد المحنط لـ "رمسيس الخامس" في مصر. ويُعتقد بأن الحصبة
قتلت 200 مليون شخص حول العالم. ويعد الإيدز خامس أخطر الأمراض، فقد قتل
حوالي 40 مليون شخص حول العالم. وقد قتل مرض "التيفوئيد" 4 ملايين شخص، حيث
انتشر في أوقات الحروب، ويُعتقد أن مئات الآلاف توفوا بهذا المرض في
معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
تعليقات
إرسال تعليق