وداعاً ياهو… فيريزون تتم صفقة الاستحواذ وتغير اسم ياهو إلى ألتابا
بعد كثير من محاولات الانعاش التي لم تجدي نفعًا، وبعد أن انخفضت قيمتها أضعاف. تداولت عدة مواقع إخبارية عالمية خبر مفاده أن صفقة الإستحواذ على شركة ياهو من قبل شركة فيريزون تمت بنجاح بعد تكهنات عديدة باحتمال إلغاء الصفقة أثر التسريبات التي طالت أكثر من مليار حساب من حسابات مستخدمي ياهو، وعلى أثر هذا الخبر فإن الرئيسة التنفيذية للشركة ماريسا ماير والشريك المؤسس ديفيد فيلو سيتركان منصبيهما بمجلس الإدارة، وسيتغير اسم ياهو ليصبح التابا وذلك بعد اتمام صفقة الاستحواذ.
وحسب شركة ياهو فإنه تم بيع قطاع الإنترنت الرئيسي إلى شركة فيريزون ويشمل هذا القطاع البريد الإلكتروني والمواقع الرياضية والترفيهية وعدد من تطبيقات الهواتف الذكية التابعة للشركة، وأعلنت الشركة أيضاً عن أن إسم الشركة سيتغير إلى ألتابا وهو أسم مركب من كلمتي alternative وتعني البديل و Alibaba التي تشير إلى شركة على بابا الصينية للتجارة الإلكترونية.
بعد بيع قطاع الإنترنت فإن ما يتبقى من ياهو هو مجموعة أسهم في مجموعة علي بابا القابضة تبلغ 15% ومجموعة أخرى في ياهو اليابان تبلغ 35.5%.
وإلى جانب كلاً من ماير وفيلو سيغادر أربعة رؤساء لمجلس الإدارة أيضاً وسيتولى الباقون إدارة الشركة الجديدة، وتبعاً لهذه التغييرات سيصبح إيريك براندت رئيساً لمجلس إدارة ألتابا وسيكون إلى جانبه أربعة مديرين آخرين هم من أعضاء مجلس إدارة ياهو الحاليين.
ياهو .. تاريخ مختصر
يرجع التاريخ الحقيقي لتأسيس شركة ياهو إلى شهر يناير من العام 1994م حين قام طالبان في الدراسات العليا بجامعة ستانفورد وهمما جيري يانج ودافيد فيلو بإنشاء موقع الكتروني بإسم “دليل جيري إلى عالم الشبكة الدولية العنكبوتية”، وكان الموقع عبارة عن فهرس يحتوي على عناوين ومعلومات عن أكثر مواقع الإنترنت شهرة وكان الموقع يوفر لزائريه ميزة البحث عن المواقع والمعلومات في قاعدة بيانات منظمة ومفهرسة على أسس أبجدية ونوعية وهي الخدمة التي لم يكن أي موقع آخر يقدمها في ذلك الوقت.
في أبريل من نفس العام قام كلاً من جيري وفيلو بتغيير إسم الموقع إلى ياهو وبنهاية العام 1994م كان الموقع قد تلقى أكثر من مليون زيارة مما جعلهما يفكران في الإستفادة من شهرة الموقع و جني الأرباح من وراءه خاصة بعد أن بدأ يجذب الأنظار إليه لذلك فقد قررا في عام 1995 تحويل الموقع لشركة مساهمة وكان رأس المال الأولى الذي بدأت به الشركة يقدر بنحو 33.8 مليون دولار تم جمعها عن طريق بيع 2.6 مليون سهم بسعر 13 دولاراً للسهم الواحد، وأتخذا مقراً للشركة في وادي السيليكون، كما قررا تعيين تيم كوجل وهو أحد المديرين السابقين بشركة موتورولا للاتصالات رئيسً تنفيذياً للشركة يتولى التخطيط الاستراتيجي على المدى الطويل.
في عام 1997 قررت الشركة الدخول في عالم البريد الإلكتروني والمحادثة الفورية لذلك فقد أشترت شركة Four11 التي كانت تملك بوابة للبريد الإلكتروني وبرنامج للمحادة الفورية وفيما بعد قررت ياهو تغيير إسم البريد إلى Yahoo Mail وبرنامج المحادثة إلى Yahoo Messenger وقد أدى ذلك لتضاعف حجم أرباح الشركة بشكل كبير وظلت بعيدة عن الأزمات التي لاحقت عدد من الشركات التقنية الكبرى حيث أن دخول الشركة المبكر في عالم البريد الإلكتروني والمحادثة الفورية ومحركات البحث جعلها تتمتع بنفوذ وقوة سوقية لم تكن تتمتع بها الشركات الأخرى.
ورغم ذلك واجهت ياهو منذ العام 2005 بعض المشاكل المالية بسبب المنافسة الحادة من شركتي جوجل ومايكروسوفت، وقد دفعت هذه المشاكل شركة ياهو لمحاولة الإندماج مع مايكروسوفت في عام 2006 إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل، وفي العام 2007 كانت مؤشرات أداء الشركة المالية أفضل بكثير من العامين السابقين وحققت الشركة أداء جيداً إلا أن لك لم يستمر طويلاً وعادت الأزمات تطل برأسها مرة أخرى مما دفع بمايكروسوفت لمحاولة الإستحواذ على الشركة.
في فبراير 2008 حاولت مايكروسوفت إستغلال الأزمات المالية للشركة وعرضت خطة لشراءها ولكن ياهو رفضت عرض مايكروسوفت لأنه يقلل كثيراً من قيمة الشركة مما أدى بمايكروسوفت لتهديد مجلس إدارة شركة ياهو بأنهم سيقومون بشراء أسهم الشركة من حملة الأسهم، وبعد مفاوضات كتيرة توصلت مايكروسوفت وياهو لعرض استغلال مايكروسوفت لمحرك البحث الخاص بشركة ياهو في موقع البحث Bing الخاص بـ مايكروسوفت.
ورغم أن شركة ياهو استعادت البعض من رونقها وحققت مكاسب كبيرة في السنوات اللاحقة وقامت بإستحواذات كبرى إلا أن التغير العام في مزاج مستخدمي الإنترنت وإتجاه الغالبية العظمى نحو سوق الهواتف الذكية أدى بالشركة للتراجع حيث لم تستطع أن تواكب التغييرات الجديدة ولم تستطع أن تجد لها موطئ قدم في الأسواق الناشئة وظل إعتمادها محصوراً على خدمات لم تستطع أن تحقق شعبية كبيرة، فالشركة ظلت بمنأى عن الأسواق الأكثر تطوراً وربحاً مثل مواقع التواصل الإجتماعي والهواتف الذكية وتطبيقات التراسل الفوري رغم تاريخها الكبير في هذا المجال.
يرى البعض أن مشاكل ياهو الكثيرة والتي أدت في النهاية لبيعها تعود إلى عدم قدرة ياهو على تعريف نفسها وتحجيم خدماتها بما يحقق الفائدة المرجوة فهل هي شركة تكنولوجية في مجال الإعلام أو في مجال الشبكات الاجتماعية؟ هل هي بوابة إنترنت أم مقدمة لخدمات برمجية بحتة؟ وهل تتخصص في قطاع الأعمال أم في المحتوى الترفيهي؟.
تفاصيل صفقة الإستحواذ
تمت صفقة بيع ياهو لشركة فيريزون منذ شهر يوليو الماضي حيث أعلنت فيريزون عن توصلها لإتفاق مع ياهو لبيع قطاع الإنترنت لديها والذي يشمل خدمات البريد الإلكتروني وتطبيقات الهواتف وعدد من المواقع والخدمات ويعود سبب البيع هو محاولة ياهو لتحسين أداء أسهمها بعد سلسلة من الخسارات المتتالية التي لحقت بالسهم.
وكانت وسائل إعلام أمريكية قد كشفت عن قيمة العرض المقدم للشركة والذي تراوح بين 3.5 – 5 مليارات دولار وبالفعل تمت صفقة البيع في مقابل 4.83 مليار دولار تمتلك فيريزون على أساسه شركة ياهو فيما عدا عدد من الخدمات مثل إتفاقيات الملكية الفكرية وبراءات الاختراع وحصص شركة ياهو التي تملكها في شركات أخرى، كما تبقى لشركة ياهو حصة تبلغ 15% من شركة على بابا القابضة للتجارة الإليكترونية وكذلك حصة تبلغ 35% في شركة ياهو كورب اليابانية وتقدر قيمة إستثمارات ياهو في كلا الشركتين 40 مليار دولار.
أما بالنسبة لشركة فيريزون فإن شراء قطاع خدمات الإنترنت في ياهو سيعزز من أنشطة شركة AOL للإنترنت والتي كانت فيريزون قد أشترتها في العام 2015 مقابل 4 مليارات دولار حيث ستستفيد من خبرة ياهو في تكنولوجيا الإعلانات فضلًا عن الخدمات الأخرى التي تمتلك فيها ياهو باعاً طويلاً مثل البريد الإلكتروني ومحرك البحث وخدمة التراسل الفوري.
تعليقات
إرسال تعليق